أمن المعلوماتتسويق رقميتكنولوجيا المعلومات

تحذير المستشار من التعامل مع ما يسمى مواقع الإستثمار

بقلم المستشار / حسام الدين محيسن

 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وبعد: –

هل مواقع الاستثمار حقيقية؟

كيف يمكنني تحقيق دخل شهري من هذه المواقع؟

هل هناك أي مؤاخذات شرعية على التعامل مع مثل هذه المواقع؟

ما هي المواقع التي تتمتع بالمصداقية؟

 في الفترة الأخير كثُرت الأسئلة من هذا النوع عن مواقع الاستثمار وخاصة من الناس الذين يسعون إلى تحسين الدخل المالي وذلك ناتج عن ضعف دخل الفرد وكثرة الالتزامات المالية، لذلك قررت أن أكتب لكم هذا المقال لتوضيع هذا الأمر بشكل مُنصف وبعيداً عن الإغراءات التسويقية لمثل هذه المواقع. 

 ما هي مواقع الاستثمار؟ 

هي عبارة عن مواقع يضع فيها الشخص مبلغ من المال عن طريق البنوك الالكترونية لكي يحصل على أرباح من هذا الموقع.
يوجد الكثير من هذه المواقع على شبكة الانترنت ويوجد منها عدة أنواع وكل موقع يتعامل بسياسات مختلفة عن الآخر ومن خلال خبرتي المتواضعة في هذا المجال صنَّفت هذه المواقع إلى قسمين وهما: –

 

  1. مواقع شراء الأسهم وما يُعرف بمواقع Forex

    •   وهذه المواقع مُخصصة لرجال الأعمال والمتخصصين في مجال التجارة والاقتصاد ولها معايير كثيرة جداً لا يسعني في هذا المقال أن أذكرها ، ولكن من الجدير بذكر إن كنت تُريد أن تخوض مثل هذه التجربة فعليك أولاً أن تتعلم كيفية تداول الأسهم من خلال خبراء في هذا المجال وإلا ستكون التجربة قاسية لك ، وأيضاً عليك أن تعرف ما هي المواقع المعتمدة لذلك وما هو حكم الشريعة الإسلامية لمثل هذه المعاملات من جهات الإفتاء المتخصصة المعتمدة مثل جامع الأزهر الشريف بمصر والشام أو جامع الزيتونة بالمغرب العربي أو دار الفتوى بأستراليا ، لأنه ليس كل ما يكون من هذه المواقع هو حلال ، فانتبه جيداً قبل أن تبدأ العمل لأنه فيه النجاة لك في الدنيا والآخرة .
  2. مواقع الاستثمار من خلال شراء الحِزَم الإعلانية

    • هي مواقع موجودة منذ أكثر من 10 أعوام ولكن انتشر السؤال عنها في الفترة الأخيرة وهو ما يقلقني كثيراً لما لها من ءاثار سلبية جداً وأذكر بعضاً منها.
هذه المواقع تتعامل بأنَّك تستأجر (وليس شراء) حِزَم إعلانية بمبلغ من المال ثم تَرُد لك هذا المبلغ مع زيادة عليها تتضمن أرباح حِزَمِك الإعلانية التي استأجرتها في فترة مُعينة وهنا لدي عِدَة ملاحظات وهي:
       لم يثبت لي طيلة عشر سنوات من البحث عن مثل هذه المواقع أنَّ هناك موقع واحد ثقة صادق في هذا المجال مهما كان اسمه رنان فمعظم هذه المواقع تُغري الناس لدفع المبالغ لها عن طريق طرح أرباح كبيرة وعادة لا تكون منطقية ولا يحتاج المستثمر لأي خبرة في أي تخصص ولا حتى عمل جدي لكي يحصل على الأرباح !!!! لماذا؟ طبعاً هذا ليس لأجل سواد عيون المستثمر ولكن لأجل إغراء المزيد من الناس لدفع الأموال في الموقع وجلب ضحايا وتشجيع الناس على وضع مبالغ أكثر وأكثر وعندما يحصل الموقع على المبلغ الذي يريده يتم إغلاقه بأي حجج واهية مثل صيانة الموقع أو أن الموقع تعرض للاختراق وذلك يكون الموقع قد حصل على ملايين الدولارات من الناس
بطريقة سهلة، وعلى حسب زعم هؤلاء بأن القانون لا يحمي المغفلين !!.
        عندما يأتي لك مسوِّق يُشجعك على وضع أموال في الموقع فاعلم أنه يريد ذلك لأنه سيحصل على عمولة من الموقع لأنه نجح في جلب زبون (ضحية) إلى الموقع وبالتالي فإن الموقع يُكافئه على هذا العمل كما سيعرض عليك هذا الأمر لتصبح مسوق أيضاً لكي تحصل على عمولة بسيطة من أجل جلب زبون (ضحية) ءاخر إلى الموقع، مع العلم بأن هذا النظام في التشجيع ليس لدي أي مشكلة معه، بالعكس فكثير من مواقع الربح المتعمدة تتعامل بهذا الأمر وأنه من الشئ الجيد أن تسوق لشئ لكي يستفيد منه الجميع ولكن الشئ الغير مقبول أن تسوق لشئ أنت تعرف أنك ضحية فيه وإن أقنعت نفسك أنك لست كذلك ولكن في الحقيقة أنت كذلك، تسوق له لكي تجلب ضحايا ءاخرين حتى تُعوِّض ما خسرته من المال .
        أنت لا تستطيع التحكم في نوعية الإعلانات على المساحات الإعلانية التي استأجرتها بمالك !!! فتخيل معي أنك استأجرت بيت ولكن لا تستطيع أن تسكن فيه !! وإن تجاوزنا هذا جدلاً كيف يكون الحال عندما تُعرض على مساحاتك الإعلانية إعلانات أندية القمار والخمور وربما إعلانات لمواقع إباحية ؟!! في الحقيقة أنت لا تضمن ذلك، فلا تجعل عينك على الأرباح وتضع رأسك في الأرض كالنعام على آلية التنفيذ !!!
 
وفي الآونة الأخيرة انتشر كثير من المسوقين لهذه المواقع بحثا عن الربح السريع بدون أي مجهود والغريب في الأمر أن معظم من يسوقون لهذا الأمر ليس لديهم أي خبرة في مجال التسويق ومثل هذه الشركات كانت trafficmonsoon  و mypayingads وغيرها الكثير، وأحب أن أذكر في هذا السياق الموقع الذي يسمى Dubli وهو الذي اشتهر في الفترة الأخيرة أيضاً وهذا الموقع فكرته مختلفة عن المواقع السابقة فهو موقع يتعامل مع مواقع التجارة الالكترونية
المشهورة مثل
Amazon أو Ebay أو Ali express ويمنح المسوق بطاقات شراء بها عروض تخفيض لمثل هذه المواقع ولكن بكم ؟!! الموقع يشترط على كل مسوِّق أن ينضم له بالفريق أن يدفع حوالي 100$ حتى يستطيع أن يُسوِّق على الموقع، هذا غير البطاقات التسويقية التي إن أراد المسوِّق أن يربح من الموقع عليه أولاً أن يشتري هذه البطاقات ويبيعها هو بمعرفته وثمن كل بطاقة 100$ وصلاحيتها عام فقط !!! أذكر ذات مرة أنه أتتني دعوة من أحد المُسوِّقين لهذا الأمر فذهبت لأستطلع الأمر لأنني مهتم في معرفة مثل هذه الأشياء بحُكم أنني مُدرِّب في التسويق الالكتروني ومواقع الربح من الانترنت وعرفت أيضاً أن دفع الأموال يكون عن طريق التسويق الشبكي، مع إنني ليس لدي أي مشكلة مع التسويق الشبكي من حيث الفكرة ولكن عندي الكثير من الملاحظات حول آلية تطبيقه، فكثير من الشركات يستغلون هذه الفكرة التسويقية لأهداف دنيئةL ، استمعت جيداً للمسوق وهو يعرض علينا العمل لهذه الشركة ودفع الأموال مُقابل أن نعمل في هذه الشركة ونسوِّق لها، تخيل معي عزيزي القارئ أن هناك شركة تُعلن عن حاجتها لجلب مسوِّقين ولكن بشرط أن يدفع المسوِّق لها الأموال أولاً لكي يتم قبولك في الوظيفة!!!!! وليس هناك راتب ثابت إنِّما هي نسبة تأخذها (فتافيت) مقابل أن تجلُب مزيد من الناس يدفعون للموقع فتكون النتيجة فادحة فالمسوِّق عندما يجلب الضحية لا يقول له طبيعة العمل من كل الوجوه بل يُشجعه بأنه سيأخذ أرباح خرافية مُستدلاً بقصص نجاح قد تكون وهمية وإن صحت فإن نسبتك أقل من 1% لكي تصبح مثله وليس الأمر بهذه البساطة ويَخفي المسوِّق عن الضحية الجديدة ما يترتب على هذا الفعل فينجر الضحية لدفع مال وقد يكون هو أو أولاده أو زوجته بحاجة ماسة إليه من أجل الثروة المزعومة التي تنتظره !!!
بعد أن انتهى المسوِّق من تقديم عرض العمل فتح باب الأسئلة فسألته السؤال التالي: هذه الشركة تُعطي نسبة من المبيعات التي تمت عن طريقها على المواقع العالمية Cashback التي تتعامل معها، وهذا شيء جيد ولكن لماذا أدفع كل هذه الأموال لكي أحصل على هذا العمل في حين أن المواقع العالمية التي تتعامل معها هذه الشركة يمكن أن أسوِّق منتجاتها وافتح حساب مشاركة أرباح معها في 5 دقائق ومجاناً وسيعطونني أرباح على المنتجات التي أُسوِّقها وهي مواقع موثوقة ؟! لماذا أدفع مال لشركتكم حتى أعمل مسوق لمنتجات أنا قادر أن أسوِّق لها مباشرة؟!
نظرت في وجهه فكان هذا السؤال صاعقة عليه لأنه تعوَّد أن يُقدم عرض عمل لأُناس ليس لديهم أي خبرة في مجال التسويق ويستغل حبهم وشغفهم في الوصول إلى الأموال بطريقة سهلة وسريعة فكانت النتيجة أنه لم يستطع أن يجيب إجابة مُقنعة والغريب في الأمر أنَّ كثيراً من المعارف يسألونني عن العمل بمثل هذه المواقع فكان ردي دائماً الابتعاد عن مثل هذه المواقع فمنهم من يُسَّلِم ويثق بكلامي ومنهم من يُجادلني حتى أشعر أنه يسألني ليس لكي يأخذ النصيحة، وإنِّما يُريد أن أنضم عن طريقه في الموقع J طبعاً كان الرد واحد لهذا الجدل : إن كنت لا تقبل نصيحتي فلماذا تُجادلني وأنت تعرف أن لدي الخبرة في هذه المجال؟! وبعد فترة يندم على أنه لم يسمع النصيحة من أهل الاختصاص.
ومن الأمور الفادحة التي يترتب عليها هذا الأمر، أنه إن انتشر هذا بين المجتمع فستصبح النتيجة خروج مال كثير خارج البلد بلا مٌقابل، مما يترتب عليه تدمير اقتصاد البلد وقد تسعى لتسويق هذا النوع بعض الدول المُعادية، وقد يقول بعض المسوقين أن شركتنا لديها فتوى شرعية من مفتي البلد للعمل في الشركة ولكن عندما نطَّلع على الفتوى نرى السائل يسأل المفتي عن آلية عمل الشركة ولكن يُخفي الكثير من المعاملات في سؤاله لأنه يعرف أن مثل هذه المعاملات لا يوافق عليها المفتي فيتعمَّد إخفاء هذه المعاملات على المفتي لكي يٌفتي له وهذا ما حصل مع فضيلة مفتي القدس والديار الفلسطينية عندما تقدَّم أحد هذه الشركات بفتوى وأخفى عليه أن شراء الأسهم الإعلانية يكون لها وقت محدد !! هذا لم يذكره في سؤاله لتضَّح النوايا الخبيثة ليس لأجل اللعب في شعور البسطاء وحسب بل اللعب في الفتاوى الشرعية أيضاً.
وأخيراً هناك مواقع تقول لك أنها تستثمر أموالك في تدوير النفايات أو استئجار السيارات أو استخراج البترول أو الذهب وهذا طبعاً كلام غير منطقي فهذا ليس إلا عملية تمويه، فانتبهوا جيداً من التعامل مع مثل هذه المواقع ولا يغرنَّكم عبارات المسوقين البراقة  .

مقالات ذات صلة

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى